أخــر الأخبـــار

أبراج 2018

المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ......................................سليمان أمين

المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ......................................سليمان أمين 


في خضم الأحداث الجسام لفترة أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وقفت ثلة من النسوة السوريات إلى جانب الرجل، مناضلات مكافحات في سبيل الاستقلال والحرية، شاركن في الحياة الحربية والاجتماعية والأدبية الثقافية، مما أدى إلى فتح الباب أمام مشاركة المرأة في الحياة العامة، التي قادت فيما بعد إلى مشاركتها في الحياة السياسية، وإن كانت تلك المشاركة لا ترقى حتى اليوم إلى مستوى مُرضٍ أو مقبول.
لم يكن اندفاع المرأة في سورية للمشاركة في الحياة العامة قوياً في ذلك الزمن الصعب، لكنها استطاعت أن تشق طريقها متحدية مجتمعاً ذكورياً له فكر وتقاليد راسخة، فوقفت مجموعة من الرائدات اللاتي اقتحمن الحياة العامة عنوة، وناضلن في سبيل عزة ورقي الوطن ورغم أن نشاطهن الأساسي تركز في الصالونات الأدبية والمجلات النسائية، إلا أن مشاركتهن في الهموم العامة والحياة السياسية تركت بصمة واضحة لا يمكن إنكارها.
منهن على سبيل المثال  نازك العابد التي سطرت أروع البطولات, معتمدةً على وطنية مثالية وشجاعة نادرة، قاتلت المستعمر الفرنسي, وأسست الجمعيات النسائية, وشاركت في تأسيس الهلال الأحمر، ونفيت من البلاد لأنها امرأة تصنع التاريخ.


نازك العابد




المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ....... ...........سليمان أمين


 ولدت عام 1887م من أسرة دمشقية عريقة, اتخذت من مجلتي العروس ( وهي أول مجلة صدرت في سورية لصاحبتها ماري عجمي ) ومجلة الحارس، منبراً لآرائها وأفكارها المستنيرة التي سبقت عصرها،  شاركت في المؤتمرات النسائية والوطنية في كل من سوريا ومصر ولبنان، كما شاركت في العديد من المؤتمرات النسائية الدولية، أسست وترأست عقب الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين عام 1916 ضد الأتراك  جمعية نور الفيحاء لمساعدة ضحايا الثورة, لتصدر عام 1920 مجلة نور الفيحاء بهدف النهوض بالمرأة, ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضم نخبة سيدات الشام  منحت رتبة نقيب في الجيش زمن الملك فيصل نتيجة لمواقفها البطولية, وكانت بصحبة وزير الدفاع السوري البطل يوسف العظمة حين خطا إلى ميسلون ليسطر أروع ملاحم البطولة إثباتاً لمواطنته, ويقال إن هذا البطل حين أصيب في ميسلون واسلم الروح كان بين يدي نازك العابد التي كانت تتفقد الجند بلباسها العسكري،  نفيت عن الوطن بعد دخول المستعمر الفرنسي إلى دمشق نتيجة مواقفها الوطنية,  فأبعدت إلى اسطنبول لمدة عامين    ( 1920 – 1922 ) وإلى الأردن, ثم سمح لها بالعودة ثانية إلى دمشق, بعد تعهدها بعدم ممارستها للعمل السياسي,  فاختارت غوطة دمشق لإقامتها، وهناك عايشت أهلها،  فساعدتهم في تطوير العمل الزراعي، وأوقدت فيهم روح الثورة على المستعمر, فكانت من ضمن ثوار ثورة 1925، حيث عملت بصمت وخفاء متنكرة بزي الرجال. 

ماري عجمي

المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ......... ............سليمان أمين


التي مشت في مسيرة الكفاح والنضال ضد المستعمر العثماني، أسست عام 1910 مجلة ( العروس ) وأسست جمعيات نسائية عدة، وضُحَت مسيرتها النضالية حين التقت بالمناضل بترو باولي، الذي أعدم مع مجموعة الشهداء في 6 أيار، مما أجج الغضب والحقد في نفسها على الاستعمار، فازداد نضالها حماسة، وفيما بعد واجهت ماري عجمي الاستعمار الفرنسي بنفس الروح النضالية، ورفضت كل المحاولات لرشوتها أو استمالتها. 


عادلة بيهم الجزائري 



المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ....... ............سليمان أمين

التي شاركت في النضال السياسي ضد العثمانيين، والتي قال عنها  الدكتور أحمد قدري الترجمان " حمت هي ورفيقاتها أناسا كثيرين من أعواد المشانق التركية"، وأسست عدة جمعيات نسائية، لأهداف سياسية نضالية، ثم لأهداف ثقافية واجتماعية، ( الاتحاد النسائي العربي السوري ) عام 1933 الذي ضم عشرين جمعية نسائية.
وهكذا ومما سبق يتضح أن شعور المواطنة لدى المرأة بدأ بدخولها الحياة السياسية في نهايات الفترة العثمانية وبداية القرن العشرين، حيث اقتصر على مساعدة المناضلين وتخبئتهم عن أنظار المستعمر، دون مشاركة جدية فاعلة في الحياة السياسية، إلا أن حادثة إعدام شهداء 6 أيار، دفع المرأة على ما يبدو أكثر من قَبل للتفاعل مع مجريات الأحداث السياسية، وإن بقي ذلك محدوداً، ولم تظهر في سورية في تلك الآونة حركة نسوية واضحة الأهداف والمعالم كما في مصر.
وبين عامي ( 1920 – 1946 )، مرحلة الانتداب الفرنسي، بدأت النسوة بالمطالبة بحقوق المواطنة، فازدادت مطالب حركة تحرر المرأة تتصاعد، وغدت مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية أكثر وضوحاً، وكمثال على الفكر النهضوي لابد للبحث من التطرق إلى بعض الأسماء الهامة التي تابعت المطالبة بتحرر المرأة 

  مقبولة الشلق 1921-1986


المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ... ........سليمان أمين

أول فتاة سورية، تحمل إجازة في الحقوق من الجامعة السورية، والتي تعد من رائدات الأدب في العالم العربي، ولدت عام 1921 في دمشق،عاشت متأثرةً بمناهضة والدها للمستعمر، وحبه للحرية، لخصت مقبولة كل ما يجيش في صدرها من حب الوطن في قصيدتها –وَجْد- التي صَدّرت بها ديوانها الشعري حيث تقول:
أنا من أهوى، وفي قلبي أوار                        دائم الثورات، جياش السعير
قد رضعت الحب من أم روت لي                   قصص الوجد على مر العصور
علمتني أن للأوطان حقاً                             في حياتي وفؤادي وضميري
فنذرت الروح والقلب فداءً                           لبلادي موطن الخير الغزير
كما أشارت إلى كفاحها المتواصل في حياتها في قصيدتها –التوأمان- و فيها تقول:
خلقت و الكفاح توأمين
فلا يطيق بعده عني دقيقتين
تنامى شعورها القومي، فأدركت ما يعانيه وطنها من ظلم، وهو يرزح تحت نير الاستعمار، حملت همومه وهموم البلدان العربية كلها طيلة حياتها، شاركت مقبولة في كل النشاطات السياسية فيدمشق، ألقت كلمة حماسية ضد الاستعمار، نُشرت في جريدة (فتى العرب)، بدأ ظهور تفاعلاتها القومية، فشاركت في أول مسيرة نسائية شهدها القطر السوري، وكانت في السادسة عشر من العمر،  وهناك على السلم الداخلي لسراي الحكومة-مقر وزارة الداخلية اليوم- دوى صوتها مستنكراً سلخ لواء الاسكندرون عن الوطن، مندداً بالاستعمار، في وقت كان الاستعمار فيه مازال جاثماً فوق الصدور، شاركتفي مؤتمر عصبة مكافحة الفاشية باسم طالبات تجهيز دمشق، اتسع نشاطها فعملت في البداية من خلالجمعية اليقظة الشامية، فبرزت كناشطة سياسية واجتماعية ضدالممارسات القمعية، وثارت ثائرتها عند العدوان الثلاثي على بور سعيد، فتوجهت لزيارة مدينة بورسعيد المنكوبة، وألقت قصيدتين حماسيتين، أما متابعتها للحدث السياسي في العالم العربي فقد جعلها تتضامن مع الجزائر والعراق وليبيا، وكل حركات التحرر فيه، وبخاصة فلسطين، وجنوب لبنان.
وبصفتها ناشطة اجتماعية،  فقد بدأت ثورتها على وضع المرأة في بلادها مذ أن كانت طالبة، فكتبت، وخطبت، واشتركت في الجمعيات النسائية، وحاضرت في المنتديات مطالبة بحقوق المرأة، وبضرورة مساواتها بالرجل في بعض الميادين، توكيداً منها للمطالبة بحق المرأة في التعليم والعمل، كانت مؤمنة كريمة جادت بالمال والمتاع والدم في مناسبات أربع، ولم يقتصر عطاؤها على المستوى المادي، بل كونها مربية أجيال، قدمت للمجتمع الدمشقي خيرة الفتيات اللاتي أصبحن من كبار المربيات، بعد انتظامها في سلك التعليم.
استهواها العطاء بكل أشكاله و هذا ما وضحته لنا من خلال قصيدتها لواعج بردى:

 أهل الشآم أحبتي  ماذا  جرى               وحياتكم إني رهين العزلة
معنى الحياة عطاؤها و سخاؤها             ما طعم عيشي عاجزاً ما قيمتي؟
ما كنت يوماً في العطاء مقصراً             واحسرتي... إني فقدت هويتي

أسست مقبولة الشلق بعد عودتهامن فرنسا عام 1952 (جمعية رعاية الطفولة والأمومة) في قرى الغوطتين وبلدتي دمر وداريا، فكانت أول جمعية تعمل على خدمة أهل الريف، والعناية بنسائه، وتقديم المساعدة الصحية لأطفاله، بمساعدة كل، من نبيلة الموصلي، ومرام جندلي، ومنور إدلبي.
كتبت الشعر والقصة القصيرة والمقالات الهادفة، التي تحدثت فيها عن بعض المشاكل، أو المواضيع الاجتماعية القائمة، أحبت دمشق، فأهدتها كتابها الأول (قصص من بلدي) كذلك أحبت الأطفال، فكتبت لهم كثيراً من القصص.
بعض ماقالته في دمشق :

أحبك يا ابهى بلاد رأيتها                  ومالا ترى عيني وما الخلق يعلم‏
أحبك جمالا أعيش بدونه                    لقلبي سناء سرمدي وملهم

أقامت وشاركت في الندوات الأدبية، انتسبت إلىاتحاد الكتاب العرب، وكانت عضواً مؤسساً في جمعية أصدقاء دمشق، وجمعية القصة والرواية.
 توفيت الأديبة مقبولة الشلق عام 1986 تاركة وراءها ذكرى عطرة عن مثال المرأة السورية الأدبية المناضلة، تاركةً بصمة واضحة في مسيرة الأدب النسوي السوري, الذي  كانت من رائداته.

ثريا الحافظ  


                         ثريا الحافظ  ممثلة جيل نذر نفسه للوطن، كانت من أبرز نساء جيلها 

ثريا الحافظ مع ألفة الإدلبي وجيهان موصلي اللواتي قارعن الاستعمار وساهمن مع غيرهن على خلفية نضال المجاهدين في صنع النصر وإخراج المستعمر من أرض سورية، شجعها على ذلك المناخ النضالي المفعم، وزوجها المجاهد منير الريس صاحب (الكتاب الذهبي) والقلم الجريء، الذي آزرها وشد من عضدها، مما مكنها من تأسيس العديد من الجمعيات والمنتديات، وعلى رأسها منتدى سكينة الأدبي، الذي نثرت من منبره بذور المعرفة، وحاضر فيه كبار مثقفي ومفكري الوطن، شعرت ثريا بحقها بالمواطنة، فأحست بهموم من حولها، وأغاثتهم، قدّرها الجميع واحترمها، عملت جاهدة للحفاظ على حقوق مواطنيها من خلال نشر بذور الفكر الواعي الحر، حين قالت لم ندخر جهداً أنا ومثيلاتي من المناضلات لإيصال ما نريده إلى أكبر عدد ممكن من النساء فمن أحاديث في الإذاعة إلى محاضرات في الأندية، إلى توجيهات من خلال الجمعيات المؤسسة آنذاك كجمعية نقطة الحليب، يقظة المرأة الشامية، خريجات دور المعلمات، دوحة الأدب، جامعة نساء العرب القوميات، الرابطة الثقافية النسائية، منتدى سكينة النسائي الأدبي.


ساهمت في تطوير المقاومة الشعبية للمرأة عام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر) إضافة إلى اشتراكها في تمريض جرحى المظاهرات ضد المستعمر الفرنسي، ومواساة أسر الشهداء، ورعاية أطفالهم مادياً ومعنوياً، حين افتتحت جمعيات خريجات دور المعلمات حينها ميتماً تحت اسم (دار كفالة الفتاة) ابتدأ بعشرين يتيمة وانتهى بحوالي أربعمائة، يقدم لهن التعليم والرعاية حتى يكبرن ويعتمدن على أنفسهن، كذلك توجيه النساء لممارسة حقهن المشروع في ممارسة حق الانتخاب، ثم حق الترشيح، وقيامها فيما بعد مع بعض رفيقات دربها النضالي بتأسيس جمعية رعاية الجندي عام 1956، ليقمن بعدة زيارات للجنود في مواقعهم، وتقديم الهدايا لهم، ناهيك عن حفلات الترفيه، وزيارة المرضى من المجندين في المستشفيات لتقديم المواساة.
وحول التوعية العملية التي كانت تفاخر بها باستمرار، قيامها على رأس مئة سيدة برفع النقاب عن وجوههن في مظاهرة تحررية ، كانت أول امرأة سورية رشحت نفسها لانتخابات عامة، وأول من حملت بندقية ورشاشاً في المقاومة الشعبية.
أقامت عام 1946 صالونها الأدبي (حلقة الزهراء الأدبية) الذي أقيم في منزل زهراء العابد زوجة رئيس الجمهورية آنئذ، لصغر مساحة منزلها، تحلت بجرأة المناضلة، فهي بطلة المظاهرات وخطيبة الجماهير في الساحات، حيث لم  يعرف الخوف إلى قلبها سبيلا ، أحبت لغتها، وعشقت قوميتها، وسارت في خدمة أمتها في مختلف المجالات.
 إن من يقرأ كتاببها (حدث ذات يوم) و (الحافظيات) يطلع على نضال المرأة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، ويعرف أن الأمة التي أنجبت خولة بنت الأزور، أنجبت أيضاً نساءاً نذرن نفوسهن لخدمة الوطن، بعد أن عشقن الحرية والنضال.
وما جلاء المستعمر الفرنسي في 17 نيسان 1946، إلا نتيجة حتمية لشعور فئات الشعب بالمواطنة، عبّر فيها الشعب السوري عن عمق الانتماء لوطنه، وإيمانهبحقه بالحرية والعدالة، كعامل أساسي فيتحقيق النصر, حيث قامت المرأة فيهبدور هام وبطولي في مقارعة الاستعمار.

الدكتورة ليلى الصباغ 


 في مجال التربية والتعليم، لابد من ذكر تلك التي أبصرت نور دمشق عام 1924 فسخرت جُل حياتها لحبها الأكبر الوطن، من خلال منهج خاص سنته لنفسها لخصته في الثورة على كل ماهو قديم في سبيل ترسيخ منهج فكري تحرري، هي واحدة من رائدات التربية والتعليم، ناشطة اجتماعية وسياسية، إنها مربية أجيال وأجيال،  حيث عرف عنها الالتزام والجد والتفاني في مجال التربية والتعليم، تولت إدارة مدرسة التجهيز الثانية للبنات بين عامي 1954- 1963 فعملت جاهدة على جعلها انموذجا يحتذى لكل المدارس السورية، وذلك من خلال العمل على إدخال نشاطات تربوية جديدة لم تكن موجودة قبلاً، وبذلك تكون الصباغ وجهاً مختلفاً بما قدمته من خلال شعورها بالمواطنة.
 
وأخيراً أدى شعور المواطنة لدى النساء السوريات إلى تجاوز كل ماهو سائد آنذاك, للوصول إلى حق مشروع،  هو  مشاركة المرأة الرجل في حق حماية وصون الوطن ، وصولاً لنيل الحرية والاستقلال، وذلك من خلال العديد من الأسماء النسائية كنازك العابد, و زينب الغزاوي, رشيدة الزيبق، ومنيرة المحايري، وثريا الحافظ، ويسرى ظبيان، وزهيرة العابد، وسنية الأيوبي،وجيهان موصللي، وبلقيس كردعلي, وليلى الصباغ والشهيدة سلمى بنت محمد ديب قرقورةوغيرهن كثيرات كن جنديات مجهولات.

ومازالت مسيرة المرأة السورية مستمرة 
المــرأة الســورية تــاريخ يشــهد لمسيرتها ......................................سليمان أمين مراجعة بواسطة solaiman ameen في 5:04:00 ص تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.